منذ مدة ليست بالطويلة ...أصبح الصوت الحر يتعرض يوميا لكثير من المضايقات ...والاتهامات ...والتشكيك...والتضليل...والخذلان...من اصحاب الأمس ..ورفقاء النضال ...وزملاء المصالح..وشركاء الوهم.
كثير هم اولئك الذين يعاتبوننا على ابسط اخطائنا ...أمّا على تصرفاتهم ...لا عين تبصر ...ولا اذن تسمع ...ولا ضمير يشعر... ولاننا نتحمّل ..و نتحمّل..و نتحمّل.... يعتقدون اننا لا نحس و لا نشعر ..وأنّ مصداقيتنا أصبحت في مهب الرياح... نحن الطيبون ...ما عبسنا ابدا في وجوه الذين يتحدثون عنّا بالسوء ...ويراهنون دوما على فشلنا ...وبعدها ...يجالسوننا ...ويبتسمون في وجوهنا ممثلين المحبة والاحترام.
تبا لهم ...هؤلاء هم اقذر الناس ...مثلهم كمثل الضفدع إن وضعته على كرسي من ذهب ...ستجده يقفز للمستنقع...هكذا هم ...مهما ترفع من شانهم سيعودون دوما للمكان الذي اتوا منه. هذا هو زمنهم..و لعمري لهو أسوأ الأزمنة..لأنّه زمن تختلط فيه أقدار النّاس..يصبح الصغير كبيرا..و يمسي الكبير صغيرا..ويغدو فيه الجاهل عالما..ويصبح العالم جاهلا..و يموت فيه أصحاب المواهب..ليقفز على قمّته الجهلاء.
مهلا...أيّها الغارقون في سراديب الظلام..المتآمرون في زوايا المقاهي.....
مهلا أيّها المستبدون..المتسلطون..المكابرون..كفاكم تضليلا و إفسادا...لا ترفعوا أصواتكم بعد الآن..فلو كانت الرجولة برفع الصوت لكان الكلب سيّد الرجال.
بقلم الأستاذ: خريس المختار