عشرة بالمئة من الأمركيين حسب استطلاع رأي نُشر في نيويورك تايمز، يعتقدون أن فناء العالم سيكون غدا الجمعة، الموافق ليوم 21 ديسمبر 2012، حسب نبوءة قديمة لشعب المايا منذ قرابة الخمسة آلاف سنة، وتسعة بالمئة من الروس قالوا أنهم متأكدون بأنهم لن يعيشوا بعد غد الجمعة، والكثير من الفرنسيين حجّوا إلى قرية صغيرة في قلب البلاد، قيل أنها الوحيدة التي ستنجو من الدمار الذي ستعرفه الكرة الأرضية غدا الجمعة، بعد أن ترتطم بكوكب يدعى نيبيرو..
والغريب أن "النازا" التي حذّرت من الاعتقاد بهذه الأكذوبة عادت نهار أمس، لتقول أنها راقبت كوكبا لا يقل طوله عن الخمسة كيلومترات يتجه نحو الأرض، وهو كتلة ملتهبة وسيرتطم بالتأكيد بالأرض مما سيسبب فناءها الفعلي، ولكن هذا الكوكب ما زال بعيدا عن الأرض بأكثر من سبعة ملايين كيلومتر، وهي مسافة ليست كبيرة في المجرّة الفلكية وسيصل إلى الأرض بعد أربعة قرون، ومع ذلك لا أحد همّه رأي "النازا" التي قال علماؤها أنهم لم يشاهدوا أي كوكب يقترب من الأرض أو بعيدا عنها ويسير بسرعة فائقة تسمح بوصوله عام 2012، واعتبروا ما يحدث مجرد تهويل وإشهار لصالح بعض المؤسسات السياحية التي تمكنت من إقناع بعض البلدان وخاصة في أمريكا الجنوبية، من إقامة مهرجانات أشبه بالكرنفالات احتفالا بآخر أيام العمر، حيث ستشهد خمسة بلدان في أمريكا اللاتينية وهي البرازيل والأرجنتين وبيرو وبوليفيا وشيلي، بداية من غد الجمعة احتفالات صاخبة، بينما يبدو الصينيون في نسبة الإيمان بالفناء أعلى من الروس والفرنسيين والأمريكيين، خاصة أن نبوءة شعب المايا قالت أن سماء الصين ستتزين بشمسين، وكانت شنغهاي، قد عرفت منذ أيام ظاهرة لم يستوعبها الكثيرون، حيث بدت في السماء ثلاث شموس مما أرعب الصينيين رغم تدخل العلماء الذين قالوا أنها انكسارات للضوء فقط، بينما ألهب فيلم هوليودي، بعنوان 2012 ورواية لستيف آلتين بعنوان "عهد المايا الأمريكان" رغم أنهما خياليان فقط، وانتقلت العدوى إلى الخليج العربي ولبنان ومصر، ولم يتحرك رجال الدين مباشرة إلا في لبنان، حيث قال المرجع الشيعي فضل الله، أن إيمان الغرب بنهاية العالم يوم الجمعة دليل على بداية نهاية الغرب علميا، ورد شيوخ سلفيون بآيات قرآنية تفند زعم معرفة الغيب، مثل قوله تعالى "له مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو"، و"قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله".