[rtl]السيد الوزير:[/rtl]
[rtl] نحن الأساتذة المصححون بالمركز المذكور -من الذين اختاروا مهنة التعليم لشرفها و نبلها و ليس من أجل كسب الرزق و فقط- إذ نعتبر أيّام التصحيح أيّـام جـني وحصاد لزرعنا فإننا اليوم نحصد حصادا لوّثه رذاذ الغشّ في سائر الاختبـارات وأحاله امتحان الفلسفة شعبة الآداب وفلسفة الى محصول اختلط نقيّه بهجينه ومبرمه بسحيلـه وجادّه بهزله وهزيله فتعالت صرختنا أيّام الإجراء أنّنا نرفض ريّ زرعنا النقي بماء الغشّ. واليوم نجدّد صرختنا ونعلن توقفنا عن تصحيح أوراق لا نعلم ما إذا كانت صناعة أصيلة أم مقلّدة وما درجة تقليدها.[/rtl] [rtl] إننا وتلاميذنا الجادّين المثابرين طيلة مسارهم الدراسي ومن خلالنا المدرسة الجزائرية والمجتمع عامّة ضحايا لهذا الجوّ المفعم بالعنف والغش والدخيل على امتحـان من أقدس الامتحانات الرسمية.[/rtl] [rtl]نطالب بما يلي:[/rtl] [rtl]أوّلا: الوقوف بحزم في وجه كلّ من ساهم من قريب أو بعيد في تشويه صورة امتحان شهادة البكـالوريا وأحاله الى ساحـة غشّ وذلك من خلال معـاقبة كل المتسببين .[/rtl] [rtl]ثانيا: تمكين الأساتذة عبر مجالس الأقسام من سلطة بيداغوجية تحميهم وتلاميذهم الجادّين من عبث العابثين.[/rtl] [rtl]ثالثا: اعتماد البطاقة التركيبية كآلية لإبقاء التلميذ داخل المؤسسة التعليمية ضمانا لتكويـن علمي بمقاييس بداغوجية تؤهّله معرفيا ومنهجيّا للتفاعل مع موضوعات البكالوريا, وكآليّة إنقاذ تشفع للجادّين من التلاميذ.[/rtl] [rtl]رابعا: تسجيل المترشحين في البكالوريا تسجيلا أوّليا خلال شهر نوفمبر من العام الدراسي ثمّ تأكيد التسجيل في النصف الأوّل من شهر أفريل للمتابعين دروسهم بانتظام وإقصاء من لم يدرس برنامج السنة النهائية.[/rtl] [rtl]خامسا: أن يكون امتحان شهادة البكالوريا بمختلف اختباراته مجالا لقياس الكفاءات الختامية المحصّل عليها من طرف المترشحين خلال السنة الدراسية لا أن يكون مناسبة لاجترار المعارف والمعلومات.[/rtl] [rtl]سادسا: إن المنافسة والتحفيز بلغة ترتيب المؤسسات التعليمية والولايات لتكريم الصفوف الأولى ومعاقبة الأخيرة أدخل في مركّب الغشّ "إطـارات" تحرض عليه من بعيـد خشية العقاب وطمعا في التكريم. ولذلك وجب التفكير في آليـات فعّـالة وناجعة لا يرتئيها زيف الطمع في التكريم والخوف من العقاب بل تكشف نبل التكوين ونجاعته.[/rtl] [rtl]السيّد الوزير:ان ما حدث خلال امتحان شهادة البكالوريا 2013 هوّ حلقة في سلسلة ما تشهده المؤسسات التعليمية من بروز لظاهرة الهمجيّة وكأنّنا في مفترق طرق إما التربيـة أو الهمجية.[/rtl] [rtl]بعد هذا لم يعد أمامكم إلا اعتماد المقاربات الفاعلة لا المنفعلة بعيدا عن المعالجة الوعظية المتهرّبة من المعاناة الفكرية والعمل العلمي الصبور بمراحله الموضوعية لنجعل المدرسـة الجزائرية نموذج النجاح الحقيقي لا النجاح الوهمي حتّى تفرّخ المدرسة إطـارات تحارب سرطان الغشّ والفساد الذي بدأ ينخر جسد مؤسّساتنا ونعتبر مع دوركهـايم أنّ إحلال الشفقة محلّ عقاب المتسبّبين في الغشّ يلحق بمؤسّساتنا التعليمية ضررا بيداغوجيا وبمجتمعنا اختلالا في التوازن. و العقاب ليس انتقاما بل به وحده يتحقق الردع العام والخاص .[/rtl] |